شهدت بورصة السعودية خلال عام 2024 أداءً متباينًا، متأثرة بتقلبات الأسواق العالمية، وأسعار النفط، والتغيرات الاقتصادية المحلية. رغم التحديات، أظهرت بعض القطاعات والشركات أداءً قويًا، مما يعكس مرونة السوق السعودي وتنوعه.
![]() |
بورصة السعودية 2024 |
أداء المؤشر العام للسوق خلال عام 2024
أنهى المؤشر العام للسوق المالية السعودية (تاسي) عام 2024 عند مستوى 11,364.11 نقطة، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 0.3% مقارنة ببداية العام. جاء هذا التراجع نتيجة لضغوطات متعددة، أبرزها تقلبات أسعار النفط، وارتفاع معدلات الفائدة العالمية، والتوترات الجيوسياسية. مع ذلك، شهدت بعض القطاعات، مثل البنوك والطاقة، أداءً إيجابيًا، مما ساهم في تقليص الخسائر.
أداء سهم البلاد
حقق سهم البلاد أداءً جيدًا خلال عام 2024، مدعومًا بنتائج مالية قوية. أعلن بنك البلاد عن صافي دخل بلغ 1,242 مليون ريال سعودي للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2024، مما يعكس نموًا مستدامًا في العمليات المصرفية. ساهمت هذه النتائج في تعزيز ثقة المستثمرين بالسهم، مما أدى إلى استقرار سعره نسبيًا مقارنة ببداية العام.
أداء سهم أرامكو
شهد سهم أرامكو تذبذبًا خلال عام 2024، متأثرًا بتقلبات أسعار النفط العالمية. أعلنت الشركة عن صافي دخل بلغ 398.4 مليار ريال سعودي (106.2 مليار دولار أمريكي) لعام 2024، مقارنة بـ454.8 مليار ريال سعودي (121.3 مليار دولار أمريكي) في عام 2023. ورغم هذا الانخفاض، أعلنت أرامكو عن توزيعات أرباح بقيمة 79.3 مليار ريال سعودي للربع الرابع من عام 2024، مما يعكس التزامها بتقديم عوائد مجزية للمستثمرين.
القطاعات البارزة
برز قطاع البنوك كأحد القطاعات الرائدة في السوق السعودي خلال عام 2024. استفادت البنوك من ارتفاع معدلات الفائدة، مما ساهم في زيادة هوامش الربح. كما شهد قطاع الطاقة أداءً متباينًا، حيث تأثر بتقلبات أسعار النفط، إلا أن بعض الشركات، مثل أرامكو، تمكنت من الحفاظ على مستويات ربحية جيدة.
التحديات والفرص
واجهت الأسهم السعودية تحديات عدة خلال عام 2024، أبرزها التقلبات الاقتصادية العالمية، وارتفاع معدلات التضخم، والتوترات الجيوسياسية. مع ذلك، توفر السوق السعودي فرصًا استثمارية واعدة، خاصة مع استمرار تنفيذ رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستثمارات في مختلف القطاعات.
التوقعات المستقبلية
يتوقع المحللون أن يشهد السوق السعودي تحسنًا في الأداء خلال عام 2025، مدعومًا بتحسن أسعار النفط، واستمرار الإصلاحات الاقتصادية، وزيادة الاستثمارات الأجنبية. كما يُتوقع أن تستمر الشركات الكبرى، مثل أرامكو وبنك البلاد، في تقديم أداء قوي، مما يعزز من جاذبية السوق للمستثمرين المحليين والدوليين.
في الختام، رغم التحديات التي واجهتها بورصة السعودية خلال عام 2024، إلا أن السوق أظهر مرونة وقدرة على التكيف مع المتغيرات، مما يعكس قوة الاقتصاد السعودي وتنوعه.