دافع الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، عن استثمار شركته الضخم بقيمة 65 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذه الخطوة ضرورية في ظل المنافسة المحتدمة، خصوصًا بعد ظهور النموذج الصيني المتطور "ديب سيك".
وفي حديثه للمستثمرين يوم الأربعاء، قال زوكربيرغ: "هناك الكثير لنتعلمه من ديب سيك بديل شات جي بي تي ، لكن من المبكر جدًا تحديد مدى تأثيره على مستقبل الذكاء الاصطناعي"، مضيفًا أن التطورات الأخيرة عززت قناعته بأن الاستثمار في هذا المجال هو الاتجاه الصحيح لشركته.
![]() |
زوكربيرغ يدافع عن استثمار 65 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي |
" ديب سيك" معيار عالمي للذكاء الاصطناعي.. وأميركا تسعى للريادة
وأشار زوكربيرغ إلى أن "ميتا" ستواصل دعم الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، مشددًا على أهمية وضع معيار عالمي في هذا المجال، وقال: "نعتقد أنه من مصلحتنا الوطنية أن يكون هذا المعيار أميركياً"، مؤكداً أن شركته تأخذ هذا التحدي بجدية وتسعى لبناء نظام ذكاء اصطناعي يخدم المستخدمين حول العالم.
"ديب سيك" يقلب موازين الذكاء الاصطناعي
ويأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه قطاع الذكاء الاصطناعي تطورات غير مسبوقة، حيث كشفت "ديب سيك" مؤخرًا عن نموذج لغة متطور يتفوق على النماذج التي تقدمها الشركات الأميركية الكبرى مثل "أوبن إيه آي"، وذلك بتكلفة أقل بكثير. فقد استطاع النموذج الصيني تحقيق نتائج مذهلة باستخدام 2000 رقاقة فقط بتكلفة 5.6 مليون دولار، مقارنة بالنماذج الأميركية التي تحتاج إلى 16 ألف رقاقة بتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار.
تحقيقات حول قرصنة بيانات "أوبن إيه آي"
وسط هذا التنافس، تخضع "ديب سيك" لتحقيقات أميركية بشأن احتمال حصولها على بيانات "أوبن إيه آي" بطرق غير قانونية، حيث تشتبه "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" في أن مجموعة قرصنة مرتبطة بالشركة الصينية قد استخرجت كميات هائلة من البيانات عبر واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بـ"أوبن إيه آي".
وفي سياق متصل، كشف ديفيد ساكس، مستشار الذكاء الاصطناعي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عن أدلة قوية تشير إلى أن "ديب سيك" استفادت من مخرجات نماذج "أوبن إيه آي" في تطوير تقنيتها، ما يزيد من تعقيد المنافسة في هذا المجال الحساس.
سباق الذكاء الاصطناعي يشتعل
مع تصاعد المنافسة بين الشركات الأميركية والصينية، باتت الهيمنة على تقنيات الذكاء الاصطناعي معركة استراتيجية تتجاوز مجرد الابتكار، إلى سباق عالمي على القوة التقنية والسيطرة على مستقبل التكنولوجيا. هل ستنجح "ميتا" في الحفاظ على ريادتها أمام "ديب سيك"؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.